كيف يؤثر النيكوتين على الجسم


ينشأ خلال عملية تدخين السجائر أو غيرها من منتجات التبغ دخان يتألف من أكثر من 4000 مادة مختلفة منها 200 تصنف بأنها سامة جدا في حين أن خمسين منها تسبب نشوء السرطان مباشرة أما جميع المخاطر التي تسببها عملية التدخين فتخضع لمادة واحدة ساحرة هي النيكوتين .
تقول دراسة صحية تشيكية انه في الوقت الذي يأخذ المدخن نفسا ويستنشق ما دخنه إلى الرئة فان النيكوتين ينفذ إلى الجسم حيث يقوم برفع ضغط الدم وبزيادة نشاط القلب وبتضييق الشرايين كما تم الإثبات علميا بان مادة النيكوتين لها تأثير مهدئ وتزيد من المقدرة على التركيز وبعد ارتفاع مستوى النيكوتين في الجسم يتحرر هرمون الاندورفين المعروف أيضا بهرمون السعادة من الدماغ. وتشير الدراسة إلى أن الإدمان على مادة النيكوتين لا ينشأ بعد تدخين أول سيجارة وإنما يتم ذلك بشكل تدريجي ولذلك يمكن نسبيا للناس الذين يدخنون فقط في بعض المناسبات عددا قليلا من السجائر أن يتجنبوا الوقوع في الإدمان لان نشوء حالة الإدمان تتطلب تدخين عدد اكبر من السجائر وبشكل منتظم .
وتظهر علائم قلة وجود النيكوتين في الجسم عند المدخن من خلال الشعر بالتوتر والتهيج وغياب المقدرة على التركيز أما الشعور بالضيق فيمكن أن يتحول لاحقا إلى حالة من الكآبة أما لدى المدخنين من النوع الثقيل فيمكن أن تظهر من خلال شعورهم بالغثيان . وتنشأ الحاجة للتدخين المستمر من خلال الشعور بالحاجة إلى المحافظة على مستوى النيكوتين في الدم ففي اللحظة التي ينخفض فيها مستوى النيكوتين في الدم تحت حد معين يصبح المدخن متوترا وعصبيا وأحيانا عدوانيا بشكل معتدل ولذلك يشعر بالحاجة الماسة إلى إشعال سيجارته .
الإدمان الاجتماعي النفسي يمكن أن يكون أسوأ
تنبه الدراسة إلى وجود نوع آخر من الإدمان على النيكوتين غير الإدمان الجسدي هو الإدمان النفسي الاجتماعي ، مشيرة إلى أن التدخين يساعد البعض في تجاوز حالة العصبية والضيق والتوتر كما يساعدهم في التواصل مع بقية الناس لان السيجارة تقوم بدور الوسيلة لإقامة التواصل ولذلك يكون التخلص من هذا النوع من الإدمان في اغلب الأحيان أصعب من تجاوز الإدمان البدني . وأضافت بان الإدمان البدني على النيكوتين يتم تجاوزه بمساعدة معالجات مضادة للنيكوتين حيث يتم خلالها التعويض عن النيكوتين بعلكة نيكوتينية أو بلصقات أو باستخدام بخاخ في الأنف.
ويتم تعويد الجسم بهذه الطرق على قبول النيكوتين بشكل منتظم بدفقات قليلة كي يتم تعويد الجسم على عدم الخوف من تركه. ويرتبط الإدمان النفسي الاجتماعي بعملية التدخين نفسها أكثر من الارتباط أو العلاقة بالنيكوتين نفسه أما تجاوز ذلك فيتم عبر العديد من الطرق العلاجية النفسية ومنها إجبار المدخن على تغيير عاداته خلال عملية التوقف عن التدخين مثل التوقف عن شرب القهوة والتوقف عن زيارة المطاعم وغيرها من المناطق المرتبطة في وعيه بالتدخين.
وتشير الدراسة إلى وجود العديد من المراكز والعيادات والمنظمات التي تساعد الناس الذين يقررون التوقف عن التدخين البعض منها يتواجد مباشرة في المشافي لان التدخين يتسبب بنشوء العديد من الأمراض الجدية مثل أمراض القلب والشرايين وسرطان الرئة وغيرها أما عند النساء الحوامل فيوجد خطر حدوث تشوهات أو عاهات لدى الجنين كما يؤثر التدخين بشكل سلبي في نشوء قرحة المعدة وغيرها ...


وتنصح الدراسة الناس بعدم التدخين أما حين يكن الإنسان مدخنا فيتوجب عليه أن يواجه النيكوتين وجها لوجه ويبعده من حياته الأمر الذي إذا ما فعله سيكون جسمه مدينا له على الدوام بذلك.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire